
٥- اختصاص شهر رمضان بعدة أعمال تؤهل لمغفرة الرحمن
وخصَّ الله شهر رمضان بالأعمال المؤهلة لمغفرة الذنب:
١- ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه: «من صام (وفي رواية: من قام رمضان- وفي رواية: من قام ليلة القدر) إيمانا واحتسابا؛ غفر له ما تقدم من ذنبه». وقد تقدَّم.
٢- وفي «صحيح مسلم» (٣٣٣) عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال: «الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ، وَالْجُمْعَةُ إِلَى الْجُمْعَةِ، وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ؛ مُكَفِّرَاتٌ مَا بَيْنَهُنَّ، إِذَا اجْتَنَبَ الْكَبَائِرَ».
إذن فهو شهر الغفران، فمن حرص عليه كان مغفور الذنب غانما، ومن فرَّط فيه صار شقيا غارما:
٣- وفي «صحيح ابن حبان» (٤٠٩)، عن مَالِكِ بْنِ الْحُوَيْرِثِ رضي الله عنه قَالَ: صَعِدَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ الْمِنْبَرَ، فَلَمَّا رَقِيَ عَتَبَةً، قَالَ: «آمِينَ». ثُمَّ رَقِيَ عَتَبَةً أُخْرَى، فقَالَ: «آمِينَ». ثُمَّ رَقِيَ عَتَبَةً ثَالِثَةً، فقَالَ: «آمِينَ». ثُمَّ، قَالَ: «أَتَانِي جِبْرِيلُ، فقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، مَنْ أَدْرَكَ رَمَضَانَ فَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ، فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ، قُلْتُ: آمِينَ، قَالَ: وَمَنْ أَدْرَكَ وَالِدَيْهِ أَوْ أَحَدَهُمَا، فَدَخَلَ النَّارَ، فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ، قُلْتُ: آمِينَ، فقَالَ: وَمَنْ ذُكِرْتَ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْكَ، فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ، قُلْ: آمِينَ، فَقُلْتُ: آمِينَ». «صحيح الترغيب والترهيب» (٩٩٥).
٤- وفي «سنن الترمذي» (٣٥٤٥)، و«مسند أحمد» (٧٤٥١)، و«صحيح ابن حبان» (٩٠٨)، عن أبي هريرة رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «رَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ، فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ، وَرَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ أَدْرَكَ أَبَوَيْهِ عِنْدَ الْكِبَرِ، فَلَمْ يُدْخِلاَهُ الْجَنَّةَ، وَرَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ دَخَلَ عَلَيْهِ شَهْرُ رَمَضَانَ، ثُمَّ انْسَلَخَ قَبْلَ أَنْ يُغْفَرَ لَهُ». «صحيح الترمذي» (٢٨١٠)، «صحيح الترغيب والترهيب» (٩٩٧)، «التعليقات الحسان» (٩٠٥): حسن صحيح.
٥- في «الأدب المفرد» (٦٤٦)، والبزار (٣١٦٩-كشف الأستار)، وابن خزيمة (١٨٨٨)، عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبي ﷺ رقي المنبر، فقال: «آمين، آمين، آمين». قيل له: يا رسول الله، ما كنت تصنع هذا؟! فقال: «قال لي جبريل: رغم أنف عبد أدرك أبويه أو أحدهما لم يدخله الجنة، قلت: آمين. ثم قال: رغم أنف عبد دخل عليه رمضان لم يغفر له، فقلت: آمين. ثم قال: رغم أنف امرىء ذكرت عنده فلم يصل عليك، فقلت: آمين». «صحيح الأدب المفرد» (٥٠٣): حسن صحيح.
٦- وفي «الأدب المفرد» (٦٤٤)، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما: أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ رَقَى الْمِنْبَرَ، فَلَمَّا رَقَى الدَّرَجَةَ الْأُولَى، قَالَ: «آمِينَ». ثُمَّ رَقَى الثَّانِيَةَ، فَقَالَ: «آمِينَ». ثُمَّ رَقَى الثَّالِثَةَ، فَقَالَ: «آمِينَ». فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، سَمِعْنَاكَ تَقُولُ: آمِينَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ؟ قَالَ: «لَمَّا رَقِيتُ الدَّرَجَةَ الْأُولَى جَاءَنِي جِبْرِيلُ ﷺ فَقَالَ: شَقِيَ عَبْدٌ أَدْرَكَ رَمَضَانَ، فَانْسَلَخَ مِنْهُ وَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ، فَقُلْتُ: آمِينَ. ثُمَّ قَالَ: شَقِيَ عَبْدٌ أَدْرَكَ وَالِدَيْهِ أَوْ أَحَدَهُمَا فَلَمْ يُدْخِلاَهُ الْجَنَّةَ، فَقُلْتُ: آمِينَ. ثُمَّ قَالَ: شَقِيَ عَبْدٌ ذُكِرْتَ عِنْدَهُ وَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْكَ، فَقُلْتُ: آمِينَ». «صحيح الأدب المفرد» (٥٠١): صحيح لغيره.
🗒 قال المناوي رحمه الله: رغم أنف من عَلِمَ أنه لو كفَّ نفسه عن الشهوات شهراً في كل سنة، وأتى بما وُظِّفَ له فيه من صيام وقيام؛ غفر له ما سلف من الذنوب، فقصّر ولم يفعل حتى انسلخ الشهر ومضى، فمن وجد فرصة عظيمة بأن قام فيه إيماناً واحتساباً عظّمه الله، ومنْ لم يعظِّمه الله حقَّره وأهانه. ـ