-
DAYS
-
HOURS
-
MINUTES
-
SECONDS

الرحمن الرحيم (شرح اسرار اسماء الله الحسنى)

\"\"

الرحمن الرحيـــــم

بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين والصلاة والسلام على نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين . 

اسمي الله تعالى : ( الرحمن الرحيـــــم ) 

من أسماء الله عزَّ وجلَّ الحسنى : الرحمن الرحيــــم .. فهو ذو الرحمة الواسعة الشاملة لجميع خلقه سبحـــانه وتعالى \” وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ \” [البقرة:163] ..  والرحمن من الأسماء الخاصة به سبحانه ولا يجوز أن تُنسب لغيره .. قال تعالى \” قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى ..\” [الإسراء:110] .

ورود الاسمين في القرآن الكريم :

وقد ذُكر اسمه تعالى ( الرحمن ) في القرآن 57 مرة ، أما اسمه ( الرحيـــم ) فذُكر 114 مرة .

معنى الاسمين في حق الله تعالى :

الرحمن والرحيـــم اسمان مشتقان من الرحمة ، والرحمة في اللغة : هي الرقة والتعطُّف ..

و ( رحمن ) أشد مبالغة من ( رحيـــم ) .. ولكن ما الفرق بينهما ؟ .

الرحمن : هو ذو الرحمة الشاملة لجميع الخلائق في الدنيا ، وللمؤمنين في الآخرة .. أي : إن رحمته عامة تشمل المؤمن والكافر في الدنيا ، وخاصة بالمؤمنين فقط في الآخرة .. قال تعالى \” الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى\” [طه:5] فذكر الاستواء باسمه ( الرحمن ) ليعم جميع خلقه برحمته .

الرحيـــــم : هو ذو الرحمة للمؤمنين يوم القيامة ، كما في قوله تعالى \” .. وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا \” [الأحزاب:43] فخص برحمته عباده المؤمنين .

يقول ابن القيم : \” الرحمن دال على الصفة القائمة به سبحانه والرحيم دال على تعلقها بالمرحوم ، فكان الأول للوصف والثاني للفعل ، فالأول دال أن الرحمة صفته والثاني دال على أنه يرحم خلقه برحمته وإذا أردت فهم هذا فتأمل قوله : \” .. وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا \” [الأحزاب:43] ، \” .. إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ \” [التوبة:117] ولم يجيء قط رحمن بهم فعُلِم أن الرحمن : هو الموصوف بالرحمة ، ورحيم : هو الراحم برحمته \” [بدائع الفوائد] .

فالرحمنُ الذي الرَّحْمَةُ وَصْفُهُ ، والرحيمُ الراحمُ لِعِبَادِهِ .

آثـــــار الإيمان بهذين الاسمين :

1) إثبــــات صفة الرحمة لله ربِّ العالمين :

فصفة الرحمة من صفات الله تعالى الثابتة بالكتاب والسُّنَّة ، وهي صفة كمال لائقة بذاته كسائر صفاته العلى ، لا يجوز لنا أن ننفيها أو نعطلها لأن ذلك من الإلحــــاد في أسمائه سبحـــانه وتعالى .

وقد يُلحد البعض بهذه الصفة دون أن يشعر ، حينما يعترض على الابتلاءات التي تعتريه هو أو غيره .. ولا يدري أن تلك الابتلاءات من رحمة الله عزَّ وجلَّ بعبـــــاده ، عن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : \” يـود أهـل العافيـة يـوم القيامـة حين يعطى أهـل البـلاء الثواب ، لـو أن جلودهـم كـانت قرضت في الدنيـا بالمقــاريض \” [الترمذي وحسنه الألباني] فأهل البلاء أكثر احساسًا برحمة الله تعالى ؛ لإنها سابغة عليهم .

2) جلاء آثـــــار رحمة الله على الخلق :

انظر إلى ما في الوجود من آثار رحمته الخاصة والعامة .. فبرحمته سبحانه وتعالى أرسل إلينا رسوله ، وأنزل علينا كتابه وعصمنا من الجهالة،  وهدانا من الضلالة .

وبرحمته عرفنا من أسمائه وصفاته وأفعاله ما عرفنا به أنه ربنا ومولانا ، وبرحمته علمنا ما لم نكن نعلم ، وأرشدنا لمصالح ديننا ودنيانا .

وبرحمته أطلع الشمس والقمر ، وجعل الليل والنهار ، وبسط الأرض ، وجعلها مهادا وفراشا ، وقرارا ، وكفاتا للأحياء والأموات .. وبرحمته أنشأ السحاب وأمطر المطر ، وأطلع الفواكه والأقوات والمرعى .. وبرحمته وضع الرحمة بين عباده ليتراحموا بها ، وكذلك بين سائر أنواع الحيوان .

وكان من تمام رحمته بهم أن جعل فيهم الغني والفقير ، والعزيز والذليل ، والعاجز والقادر ، والراعي والمرعي ، ثم أفقر الجميع إليه ، ثم عمَّ الجميع برحمته [مختصر الصواعق بتصرف] .

ومن رحمته : أن نغصَّ عليهم الدنيا وكدرها ؛ لئلا يسكنوا إليها ، ولا يطمئنوا إليها .. ويرغبوا في النعيم المقيم في داره وجواره ، فساقهم إلى ذلك بسياط الابتلاء والامتحان ، فمنعهم ليعطيهم ، وابتلاهم ليعافيهم ، وأماتهم ليحييهم [إغاثة اللهفان] .

 3) رحمة الله واسعة :

يقول الله جلَّ وعلا \”.. وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ..\” [الأعراف:156] فرحمة الله عزَّ وجلَّ عــــامة واسعة ، هي للمؤمنين في الدارين .. يقول الله تبارك وتعالى \” .. فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآَيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ \”[الأعراف:156] .

وفتح الله تعالى أبـواب رحمته للتائبيــن .. فقال تعالى : \” قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ \” [الزمر:53] .

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : \” لو يعلم المؤمن ما عند الله من العقوبة ما طَمِع بجنته أحد ، ولو يعلم الكافر ما عند الله من الرحمة ما قنط من جنته أحد \” [متفق عليه] .

وسمى الله تعالى وحيـــه إلى أنبيــائه رحمة .. كما في قوله تعالى مُخبرًا عن نبيه نوح عليه السلام : \” قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآَتَانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنْتُمْ لَهَا كَارِهُونَ \” [هود:28] .. فجعل الوحي والعلم والحكمة ، رحمة .

ويقول تعالى عن نبينا : \” .. وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ \” [النحل:89] .

4) رحمة الله تغلب غضبه :

عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : \” إن الله حين خلق الخلق كتب بيده على نفسه : إن رحمتي تغلب غضبي \” [رواه الترمذي وقال الألباني:حسن صحيح] .. وهــذا الحـديث موافـق لمعنـى قولـه تعـالى : \” .. كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ .. \” [الأنعام:54] .. فالله تعالى أوجب على نفسه ولا يوجب أحدٌ على الله .

5) لله جلَّ ثناؤه مائة رحمة :

كل رحمة منها طباق ما بين السماء والأرض .. فأنزل منها إلى الأرض رحمة واحدة نشرها بين الخليقة ليتراحموا بها ، فبها تعطف الوالدة على ولدها، والطير والوحش والبهائم ، وبهذه الرحمة قوام العالم ونظامه [مختصر الصواعق] .

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : \” إن الله تعالى خلق يوم خلق السموات والأرض مائة رحمة كل رحمة طباق ما بين السماء والأرض ، فجعل منها في الأرض رحمة فبها تعطف الوالدة على ولدها والوحش والطير بعضها على بعض وأخر تسعا وتسعين فإذا كان يوم القيامة أكملها بهذه الرحمة \” [رواه أحمد وصححه الألباني، صحيح الجامع] .

فيا لعظم رحمة الله تعالى في هول هذا الموقف العصيب .

ولكن هذا ليس دعوة للعصاة ليزدادوا عصيانًا ، بل هو دعوة للمؤمنين ليزدادوا قربًا ومحبة من ربِّهم الرحيـــم .

6) الله سبحانه وتعالى أرحم بعبـــاده من الأم بولدهـــا :

عن عمر بن الخطاب قال : قدم على النبي سبي ، فإذا امرأة من السبي قد تحلب ثديها تسعى إذا وجدت صبيًا في السبي أخذته فألصقته ببطنها وأرضعته ، فقال لنا النبي \” أترون هذه طارحة ولدها في النار ؟ \” فقلنا : لا ، وهي تقدر على أن لا تطرحه ، فقال \” لله أرحم بعباده من هذه بولدها \” [متفق عليه] .

7) نِعَم الله سبحانه وتعالى رحمة :

وقد سمى الله سبحانه بعض نعمه بالرحمة ، كالمطر في قوله تعالى : \” وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ .. \” [الأعراف:57] .

وسمى رزقه بالرحمة ، في قوله تعالى : \” وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ تَرْجُوهَا فَقُلْ لَهُمْ قَوْلًا مَيْسُورًا \” [الإسراء: 28] .. أي : إذا سألك أقاربك وليس عندك شيء وأعرضت عنهم لعدم وجود ما تنفقه عليهم .. فعليك أن تعدهم باللين إنه إذا جاء رزق الله ( الرحمة ) فسنصلكم إن شاء الله .

وسمى الله كتابه العزيز بالرحمة .. فقال تعالى : \” .. وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ \” [النحل:89] .

وسمى الله عزَّ وجلَّ الجنة بالرحمة .. وهي أعظم رحمة خلقها الله لعباده الصالحين ، قال تعالى : \”وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ \” [آل عمران:107] .

حظ المؤمن من اسمي الله الرحمن الرحيــــم :

\” موجبــــات الرحمة \” فالرحمة بمثابة الوقود الذي سيدفعك للعمل والحركة ، فلابد أن تأخذ بتلك الأسبــاب التي توجب الرحمة وتعتمد على الله وحده ليوفقك للعمل الصالح .. ومن موجبـــات الرحمة : 

1) رحمة النــــاس : الرحمة من الأخلاق العظيمة التي حضَّ الله سبحـانه عباده على التخلُّق بها .. ومدح بها أشرف رسله ، فقال جلَّ وعلا : \” لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ \” [التوبة:128] … ومن أسمائه : \” نبي الرحمة \” [حسنه الألباني، مختصر الشمائل] .

ومدح النبي صلى الله عليه وسلم أفضل أصحابه من بعده بهذه الصفة ، فقال : \” أرحم أمتي بأمتي : أبو بكر ..\” [رواه الترمذي وصححه الألباني] .. فكأن من يتصف بالرحمة ينال درجة الصديقين ، وهي أعلى الدرجـــات عند الله تعالى .

وبيَّن أن الرحمة تنــال عبــاده الرحمــاء .. كمـا قـال صلى الله عليـه وسلـم : \” فـإنما يرحـم الله من عبـاده الرحمـاء \” [متفق عليه] والشقي هو الذي نزعت من قلبه الرحمة .. قال صلى الله عليه وسلم : \” من لا يرحم الناس ، لا يرحمه الله \” [متفق عليه] وعن عائشة قالت : جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : أتقبلون الصبيان ؟ فما نقبلهم ! فقال النبي صلى الله عليه وسلم : \” أو أملك لك أن نزع الله من قلبك الرحمة \” [متفق عليه] .

2) القـرآن : قال تعالى : \” وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا \” [الإسراء:82] فقراءة القرآن رحمة ، وتدبُّر القرآن رحمة ، وكل تعلَّقٌ للمؤمن بكتـــاب الله جلَّ وعلا مستوجبٌ لنزول الرحمة .

3) صلاة أربع ركعــات قبل العصر :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : \”رَحِم الله امرءًا صلى قبل العصر أربعًا \” [رواه أحمد والترمذي وحسنه الألباني] وهي ليست من السُنن المؤكدة ، لكن تُستنزل بها الرحمــات .

4) المكوث في المسجد :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : \” لا يزال أحدكم في صلاة ما دام ينتظرها ولا تزال الملائكة تصلي على أحدكم ما دام في المسجد : اللهم اغفر له اللهم ارحمه ، ما لم يُحدِث \” [رواه الترمذي وصححه الألباني] .

5) عيـــادة المرضى :

عن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : \” من عاد مريضًا لم يزل يخوض الرحمة حتى يجلس ، فإذا جلس اغتمس فيها \” [رواه مالك وأحمد وصححه الألباني] .

6) طاعة الله ورسوله :

فهي من أعظم أسبــاب الرحمة وكلما كان العبد أطوَّع لله ، كان أكثر استحقاقًا لاستنزال الرحمة به .. قال تعالى : \” وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ \” [آل عمران:132] .

7) الإحســـان :

فالإحســـان يبدأ من الإتقان وتجويد العمل ، ويصل إلى المنزلة العظمى من منازل الإيمان وهي : أن تعبد الله كإنك تراه .. كما جاء في حديث جبريل حينما سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإحسان ، فقال : \” أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك \” [مسلم] وهذه المنزلة العظمى تقتضي مراقبة الله جلَّ وعلا في السر والعلن .

فإن كنت تريد أن تتنزل عليك الرحمة : راقب قلبـــك وحالك في الخلوات ..

فإن كنت مستقيم الحال في خلوتك ، فاعلم أن هذا من أعظم أسبـــاب استنزال الرحمة عليك .. يقول تعالى : \” .. إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ \” [الأعراف:56] .

كيف ندعو الله باسميه الرحمن الرحيم ؟

1) اثن على الله عزَّ وجلَّ في كل حالك وأكثِر منه بين الخلائـــق .. فتتحدث بنعمته ورحمته عليــك ، وتقول : يـــا لرحمة الله . 

وافرح برحمة الله تعالى إذا تنزلت عليك .. قال تعالى : \” قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ \” [يونس:58] .

2) أن يُكثر العبد من سؤال ربِّه الرحمة .. فيقول : اللهم ارحمني ، اللهم ارحمني .

فإذا دعوت الله ، فاعزم في الدعــاء ولا تتردد .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : \” إذا دعا أحدكم فلا يقل اللهم اغفر لي إن شئت .. ارحمني إن شئت .. ارزقنـي إن شئت ، وليعـزم مسألتـه إنه يفعـل مـا يشـاء ولا مكـره له \” [البخاري] .

اللهم رحمتك نرجو ، فلا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين . 

مجدي احمد
مجدي احمد

منشئ محتوى رقمي

المقالات: 340

اترك ردّاً

arArabic